ليش تُمنع بعض الأفلام من العرض؟
زائد: الفِلم الذي طلب كوبريك سحبه من السينما.



يُعرض اليوم الخميس في صالات السينما السعودية فِلم «THUNDERBOLTS*»، من إخراج جيك شراير، وبطولة فلورنس بيو وسيباستيان ستان ووايت راسل. يجتمع فيه عدد من الشخصيات من «عالم مارفل» لتشكيل فريق غير تقليدي يُكلَّف بمهمة سرية، وسط صراعات داخلية وشكوك متبادلة، في محاولة لإثبات قيمتهم في عالم لا يرحم الأبطال الخارجين المألوف.
يُذكر أن الفِلم حقّق انطلاقة قوية على موقع (Rotten Tomatoes) بنسبة تقييم 95% ليصبح ثاني أعلى أفلام «مارفل» تقييمًا.
طرحت «A24» العرض الدعائي الرسمي لفِلم «The Smashing Machine» من إخراج بيني سافدي، وبطولة دواين جونسون وإيميلي بلنت. ومن المقرر عرضه في السينما في 3 أكتوبر.
صدور العرض الدعائي الأول لفِلم «Now You See Me: Now You Don’t»، والمقرر طرحه في صالات السينما بتاريخ 14 نوفمبر.
بدء العمل على مسلسل تلفزيوني مقتبس من فِلم «The Holdovers».
كشفت باراماونت بلس عن أول إعلان تشويقي لمسلسل «DEXTER: RESURRECTION»، والمقرر عرضه في 11 يوليو.

.jpeg)


يُعدّ فِلم الرعب النمساوي «Angst» الصادر عام 1983، من أكثر التجارب النفسية اضطرابًا في تاريخ السينما الأوربية؛ إذ يحكي قصة حقيقية لقاتلٍ متسلسل في الستينيات في النمسا. ويُقدِّمها من منظوره الشخصي، بعد خروجه حديثًا من السجن، ليغرق مجددًا في سلسلة من العنف والجريمة. ورغم بقاء الفِلم محجوبًا عن الجمهور لسنوات بسبب حظره، ظلّت موسيقاه حاضرة بوصفها عملًا فنيًّا مستقلًّا، لفرادتها وقوة تأثيرها.
اللافت أن موسيقا الفِلم لم تُؤلف بعد تصويره كما المعتاد، بل جاءت أولًا، فبنى عليها المخرج جيرالد كارقل إيقاع الفِلم وتحريره. ولم يطلب من مؤلفها كلاوس شولتسه، الالتزام بجو معيّن، بل أعطاه حرية كاملة في التأليف، لتخرج مقطوعات إلكترونية كثيفة تُجسّد الحالة الذهنية للقاتل المضطرب. وبهذه الطريقة، أصبحت الموسيقا هي من توجه الكاميرا والشخصية، فخُلقت علاقة نادرة بين الصوت والصورة.
من هو كلاوس شولتسه؟
يُعدّ كلاوس شولتسه من أبرز الأسماء في الموسيقا الإلكترونية والتجريبية في ألمانيا، وعضو سابق في فرق رائدة في ألمانيا مثل «Tangerine Dream» و«Ash Ra Tempel». لكن سرعان ما شقّ طريقه منفردًا، مطوّرًا أسلوبًا خاصًا يمزج بين الأنظمة الآلية، والتكرار، والخيال العلمي.
ومع أن شولتسه لم يُعرف أساسًا في مجال الموسيقا التصويرية، فقد أظهر في«Angst» قدرته على تسخير أدواته لبناء توتر سرديّ مخيف، دون أن يفقد لمسته الشخصية. فأسلوبه في هذا العمل حافظ على سِماته من بناء تدريجي، وكثافة نغمية، واستعمال آلات مثل الـ«Fairlight CMI» والـ«LinnDrum»، وهي أدوات شكّلت ملامح الصوت الإلكتروني في الثمانينيات.
موسيقا بسيطة بتأثير عميق
يتكوّن ألبوم «Angst» من أربع مقطوعات فقط، استخدم المخرج اثنتين منها في الفِلم، وتحمل كل واحدة منها طابعًا مميزًا يُجسّد الحالة النفسية المضطربة التي يعيشها المجرم. ومع قِصره وبساطته، نجح الألبوم في خلق عالم صوتي متكامل يوازي عنف الصورة وحدّتها.
مقطوعة «Freeze»:
هذه المقطوعة هي افتتاحية الألبوم وبداية التعريف بالشخصية. تبدأ المقطوعة بإيقاع إلكتروني مكرر، يتصاعد تدريجيًّا حتى يدخل المستمع في حالة ترقّب وتوتّر. استُخدِمت في عدة مشاهد من الفِلم، لكن أبرزها مشهد المقهى؛ حين يبدأ المجرم بالحديث عن أفكاره الداخلية ورغباته الممنوعة، ويعكس تكرارها حالة الترقّب والعدّ التنازلي في عقل القاتل لتنفيذ جرائمه.
مقطوعة «Surrender»:
تأتي هذه المقطوعة في كل مرة يفقد البطل قدرته على التماسك. وتتسارع وتتباطأ مع أفكار المجرم وأحداث الفِلم. يتلاشى إيقاعها تدريجيًّا في مرّات، وتظهر أنغام غريبة تشابه الصرخات في مرّات. تقنيًّا، تعتمد المقطوعة على انتقالات دقيقة وفلترة للصوت تجعل كل نغمة تبدو وكأنها تنهار.


اليوم نقول «أكشن» على أحد أكثر المشاهد إزعاجًا من فِلم «A Clockwork Orange» الصادر عام 1971، من إخراج ستانلي كوبريك.
يتتبع الفِلم شخصية «أليكس»؛ مراهق يعيش في مستقبل ديستوبي. يُدمن «أليكس» العنف والموسيقا الكلاسيكية. وبعد سلسلة من الجرائم الوحشية، يُعتقل «أليكس» ويخضع لعلاجٍ سلوكيّ يُفترض أن يجعله مواطنًا صالحًا، لكن بطرق لا تقل عنفًا عن سلوكه السابق.
في هذا المشهد، يقتحم «أليكس» ورفاقه منزل الكاتب «فرانك ألكسندر» وزوجته، متظاهرين بحاجتهم إلى المساعدة بعد وقوع حادث سيارة. وبمجرد دخولهم، يتحوّل المشهد إلى كابوس؛ حيث يُقيّد الزوج ويُضرب بعنف، بينما تُسحب زوجته من أحد أفراد العصابة. وفي وسط الصراخ والذعر، يبدأ «أليكس» في الرقص والغناء على لحن «Singin’ in the Rain»، مُرافقًا ذلك بحركات راقصة وضربات متزامنة مع إيقاع الأغنية.
المشهد مصوّر بألوان زاهية وبإضاءة دافئة، وديكور المنزل أنيق. وتُكوّن هذه الصورة مع غناء «أليكس» مفارقة بصرية ونفسية حادة؛ فما تراه العين يدعو للارتياح، لكن ما يحدث في المشهد من «أليكس» ورفاقه هو اعتداء وحشي. يكشف هذا التناقض أيضًا اللامبالاة التامة لشخصية «أليكس»، ويضع المُشاهد في حالة من الارتباك.
لم يكن غناء «Singin’ in the Rain» موجودًا في النص الأصلي، ما حدث أنه بعد عدّة أيام من إعادة تصوير المشهد نفسه، ومئات المحاولات دون اقتناع، اقترح كوبريك على الممثل مالكوم ماكدويل أن يجرب الغناء في أثناء التصوير، فاختار مالكوم الأغنية من ذاكرته. وكانت النتيجة مُقنعة، فقرر كوبريك فورًا شراء حقوق استخدامها.
أثار المشهد غضب جين كيلي، المغني الأصلي للأغنية، فبعدما كانت الأغنية مرتبطة بالمطر والبهجة، ارتبطت بأحد أكثر المشاهد بشاعة في تاريخ السينما.
لكن لم يُغضب المشهد جين كيلي وحده، فالفِلم أثار موجة واسعة من الجدل منذ لحظة صدوره. واتُّهم كوبريك بترويج العنف، خصوصًا أن بعض الجرائم التي وقعت في بريطانيا بعد عرض الفِلم وُصفت بأنها «مستوحاة منه». وبدأت الصحف تربط بين الجريمة والفن، وانتشرت مطالبات بسحب الفِلم من دور السينما.
تصاعد الضغط أكثر عندما تلقى كوبريك وعائلته تهديدات بالقتل، فطلب شخصيًّا من شركة «Warner Brothers» سحب الفِلم من العرض في بريطانيا، واستمر المنع هناك لما يقارب الثلاثين عامًا. ولم يُعرض فيها الفِلم مجددًا إلا بعد وفاة كوبريك عام 1999.
المفارقة، أن الفِلم الذي يتحدّث عن فقدان الإرادة الحرة وتحوّل السلطة إلى آلة قمعية، تعرّض هو نفسه للرقابة والمنع. وبينما وُصف من قِبل البعض بأنه تحفة فنية، رآه آخرون داعمًا للانحلال والعنف.
المؤكد هو أن كوبريك -كعادته- قدّم عملًا مثيرًا للجدل لا يمكن تجاهله، يضع المُشاهد في مواجهة مباشرة مع أسئلة أخلاقية معقّدة، دون أن يمنحه إجابة مريحة.

فقرة حصريّة
اشترك الآن


كتب المخرج سيرجيو ليوني بعد مشاهدته فِلم «Cannibal Holocaust» الصادر عام 1980، رسالة إلى مخرج الفِلم روجيرو ديوداتو قال فيها: «عزيزي روجيرو، يا له من فِلم تحفة في الواقعية السينمائية، لكن كل شيء يبدو حقيقيًّا لدرجة أنني أعتقد أنك ستواجه مشاكل مع العالم بأسره.»
تحوّل تعليق ليوني -مع ما فيه من مبالغة ظاهرة- إلى واقع فعلي؛ فبعد عشرة أيام فقط من العرض الأول للفِلم في ميلانو، استولت السلطات الإيطالية على الفِلم، وأُلقي القبض على المخرج بتهمة قتل الممثلين أمام الكاميرا، وواجه خطر السجن مدى الحياة.
فاتصل ديوداتو بأحد الممثلين وطلب منه التواصل مع الممثلين الذين أدّوا أدوار «فريق التصوير المفقود في جزيرة نائية»، وعندما حضر الممثلون إلى المحكمة، أُسقطت عن ديوداتو تهمة القتل.
وبهذه القصة نستهلّ فقرة «دريت ولّا ما دريت» عن أبشع أفلام الرعب «Cannibal Holocaust»:
تعقّد وضع المخرج ديوداتو في المحكمة، لأن أغلبية الممثلين قد وقعوا عقودًا تُلزمهم بالاختفاء لمدة عام بعد انتهاء التصوير، للمحافظة على الوهم بأنهم قُتلوا.
عندما وصل الممثل كارل قابرييل يورك إلى الأمازون لبدء التصوير، لم يُعطَ نصًا أو أي فكرة عن طبيعة الفِلم. وما إن وصل، حتى صاح المخرج ديوداتو: «هذا هو نجمي!» ليبدأ تصوير أول مشاهده مباشرة. وقال يورك: إنه في البداية شكّ في مصداقية الفِلم، واعتقد أنه سيشارك في فِلم عنيف حقيقي، بسبب انتشارها في تلك الفترة.
ذكرت عدة مصادر أن الفِلم حُظر في خمسين دولة. وقد حظرته إيطاليا لمدة ثلاث سنوات، ولم يُسمح بعرضه في دور السينما الأمريكية لمدة خمس سنوات.
كانت مشاهد قتل الحيوانات في الفِلم حقيقية، وقُدّمت الحيوانات الميتة طعامًا لسكان الغابة الأصليين.
كان من المفترض أن يتناول السكان الأصليون أدمغة قرود مزيفة، إلا أنهم أصرّوا على تناول الأدمغة الحقيقية، لأنها كانت طعامًا شهيًّا بالنسبة لهم، وأقنعوا المخرج بتصوير العملية.
على أنّ ديوداتو كان غير مكترث بطبيعة الفِلم في أثناء تصويره، فقد أبدى لاحقًا ندمًا عميقًا، خاصة فيما يتعلق بمشاهد قتل الحيوانات، وصرّح بأنه يتمنى لو لم يصنع هذا الفِلم أبدًا.
شخصان من طاقم التمثيل كانا في الواقع مرشدين حقيقيين -في الغابة التي صُوّر فيها الفِلم- وليسا ممثلين محترفين. وقد اعتُقِل أحدهما لاحقًا بتهمة تنظيم رحلة سياحية هدفها العثور على السكان الأصليين وقتلهم.
كان العنوان الأصلي للفِلم «الجحيم الأخضر» (Green Inferno)، لكنّه غُيّر في اللحظة الأخيرة إلى عنوانه الحالي، لما يحمله من صدمة أكبر، خاصة باستخدام مصطلح «الهولوكوست». لاحقًا أخرج إيلي روث فِلم رعب بهذا العنوان عام 2013، تكريمًا مقصودًا لهذا الفِلم.
عند إصدار الفِلم في الولايات المتحدة عام 1985، حصل في البداية على تصنيف (X)، لكنه حُذف لاحقًا، وكان الفِلم يُعرض بدون تصنيف رسمي.
يعتقد بعض النقاد أن الفِلم كان يهدف إلى تقديم نقد اجتماعي لظاهرة الإثارة الإعلامية والإمبريالية الغربية. نفى ديوداتو ذلك لاحقًا، وأكد أن نيته كانت صنع فِلم استغلالي رخيص عن أكلة لحوم البشر، لا أكثر.


مقالات ومراجعات سينمائية أبسط من فلسفة النقّاد وأعمق من سوالف اليوتيوبرز. وتوصيات موزونة لا تخضع لتحيّز الخوارزميات، مع جديد المنصات والسينما، وأخبار الصناعة محلّيًا وعالميًا.. في نشرة تبدأ بها عطلتك كل خميس.